لعبه النفظ

لنسأل نفسنا  كيف تتحرك بلادنا اقتصاديا ؟ لماذا ؟ لأن معرفه ما يحرك الاموال  بيننا  تعطينا فكره عن كيف تتركز القوى في المجتمع .  النفط هو اكبر محرك اقتصادي في بلادنا هو الثروة  الطبيعيه التي تحرك  العالم العربي.  من مستفيد ؟  من بشتري ؟ من يبيع ؟ أين تورد الاموال ؟

 النفط مادة  الدنيا بحاجتها و حتى لا نكون مغرورين، موجوده لدينا كما توجد عند غيرنا. و لكن لندرس  كيف تحركنا.

لا يوجد لدينا شركات تستكشف، تحفر، تستخرج، تنقل (كما قلت سابقاً، إذا التقنية التي تستعملها ليست مصنعه في بلدك فليس لك اي تحكم حقيقي عليها , حتى لو مهندسينك الذين  يعملوا  بأيديهم).

نستخرج النفظ بتقنيات اجنبيه و يصبح النفط بين ايدينا. من يبيع ومن يقبض الثمن و أين تورد الاموال و من يتحكم بهذه الاموال و ماذا يشتري؟  

أولاً العملة التي نبيع بها النفط  في بلادنا  هي الدولار. حتى اذا اشترينا و بعنا النفط  بين بعض العمله هي الدولار الامريكي.   عملة محترمة,  عليها صورة ناس  محترمة.

  توجد مطبعه في أمريكا تضع بعض الحبر على ورق و تطبع ورقه خضراء.  نحن  مستعدين (مثل باقي الدنيا) لقبول هذه الورقه  على أساس إنها أموال بسبب ثقتنا في اقوى بلد في العالم. و هذه الاوراق الخضراء  تمكننا من شراء أي سلعة او اي خدمه يقدمها اي ان كان في العالم . وبما إننا شعب مستهلك، فبلد مثل الصين تقبل هذه النقود مقابل  منتجاتها لأننا  لو اردنا ان   ندفع لهم بالريال  أو الدرهم  أو الجنيه او الليره أو الدينار  كانوا  سيضحكوا علينا  بوجهنا. لماذا ؟ لأن قبول النقود من دوله تعني ثقه قابل النقود في نظام الدوله و قوانينها و مجتمعها و تحصيلها العلمي و انتاجها الصناعي و انتاجها الفكري.  و لا توجد دوله في العالم تقبل بشكل جدي عمله اي دوله عربيه. 

لنرجع للدولار الامريكي الذي تم دفعه مقابل النفط.  العرف في بلادنا  إن  لا تورد نصف هذه  الايرادات  لخزينه الدوله الرسميه لتصرف على الشعب لتعليمه وإطعامه وصحته وتحسين معيشته. جزء كبير منها سيدخل  لجيوب بعض الباشاوات من الحكومة، النظام، الرؤساء ، الملوك، الأمراء، أصحاب الفحامة، بدون حق .  لكل واحد  قادر ان يضع يده  على المنبع أو ياخذله لحسة إصبع مثل المثل ما بقول.

بعدما يشترى  المسؤول الفيلا وبيت بره، و يتجوز  جوازة جديدة وكم تعريصه مرتبة وكام قرش يطمئن  على مستقبل الأولاد والأحفاد و اولاد الاحفاد .  يبقى معه كم الف  مليون دولار  أكثر من النقود المتوفره للشعب .

 ما حاجته  بهذا الرقم؟  لا ادري . ليس لهذا الرقم  اي معنى للاستخدام الشخصي. يعني كم مرة راح تاكل باليوم, كم مرة رايح ….., كم سيارة رح تركب؟ كم سهرة رح تسهر؟ كم بيت راح تعيش فيه؟ يعني هي أكلة ليومك, ونومة ليومك, و…… ليومك, الشغلة ما في تخزين.

الطمع بلا حدود يثبت كم الخلل لدينا  بالمفهيم الاساسية.

و لكن النقود في مجتمعنا تعني القوة و النفوذ.  يوجد اغنياء في بلاد العالم الاخرى و لكن النفوذ الذي يملكونه  نفوذ ضمن  قوانين  قويه تضع صاحي النفوذ تحت المسائله القانونيه لأبسط الامور و لكن في مجتمعاتنا العربيه لا يوجد رادع لهذا النفوذ.

في  بلادنا الذي معه كل هذه القوه و كل هذه  الملايين يعتقد ان الناس تحترمه؟ يا عمي شعبك بسيط وبدو يعيش, رايح  يهتف لأي واحد يطعمه, و رايحين  يحلفوا بحياته, ويوم ما رايح يقدر يطعميهم, رايحين يحشو سكاكين في ط….. ما أحنا شفناها, ولا مفكر الي قاعدين يزمرولك,   و انت معك  نفوذ و بالسلطه,  في علاقه حب أو ولاء بينك وبينهم. كل واحد عارف انو ما الك حق بامتلاك هذه الثروة, والكل قاعد منتظرك  تقع . مثل  قول المثل  لما تقع البقره  تكثر سكاكينها.

انظروا للناس المرتاحين داخل انفسهم في الغرب و الشرق , مثل وارين بافت وبيل غايتس. عرفوا انو الدنيا أعتطهم بلايين, وضعوا بعضها جانبا  لأنفسهم وأعطوا الباقي.

حتى لأولادهم ,  تركوا لهم الكفاية حتى  يعيشوا حياة طبيعية مرتاحين فيها  و تخلوا عن الباقي. عارفين ان كثره المصاري مثل قلتها بتضر ما بتنفع.  واحد طعم أولاد أفريقا ضد الأمراض, والثاني أعطى لكم قضية هو حاسس انها مهمة. يعني أعطوا البلايين وتركوا  عشرات الملايين   لهم ولأولادهم.

ناس طبيعيين, واثقيين من المجتمع الذي بنوه و بناهم .  حاسين انهم  جزء من المجتمع. ثقتهم  و  طمئنينتهم تنبع من كونهم جزء فعال  من المجتمع و ليس من حساب بنك .   عارفين ان اليوم في أكلة ونومة و انبساط, وكل راس مالك فكشة رجل في المحل الغلط. الشغلة ما فيها تخزين وما فيها أحد  يحمي نفسه من المجتمع الذي حوله بالنقود, او أن  يأمن أولاد أولاد أولادة بالمال,  او  يعلي سور بيته حتى يستقل من المجتمع الذي هو عايش فيه.

عندهم قناعة إن أولادهم يجب ان يتعبوا باللقمة, عندهم قناعة أنه  إذا أولادهم تعبوا باللقمة رايحين يعيشوا منيح.  فاهم ان الأمان الوحيد لأولاده هو المجتمع نفسه . يتعب نفسه في  تعليمهم  في جامعة جيده  لتعلمهم شيئ  يستطيعوا العمل. مش حاطين أمنهم و أمالهم في حساب بنك.

لنرجع للنفط ,  بعد ما وصلت نص ايراداته بالطرق الغلط للأيادي الغلط, وبعد الذي اشترى اشترى, والذي سهر سهر , والذي قام قام, والذي سافر سافر, والذي لبس لبس, يعني بعد ما طلع المارد وقال له شبيك لبيك عبدك بين ايديك وحقق له كل أحلامه, ماذا يحصل لباقي الاموال؟

تموت البلايين في حساب  بنك أروبي أو أمريكي.

و حتى تجعله البنوك يحس انه راجل وبيفهم, يبداؤا بتشغيل  النقود على البورصة. أحمر وأخضر, شوية بربحوه  وشوي بخسروه و البيك مفكر انه فاهم الدنيا وبيطلع قدام صحابوا وبتفشخر انه كسب في هذه  الشركة و له اسهم  بهديك, وهو فعلا  غايب طوشة. أطرش بالزفة.

هذه النقود  هي ثمن ثرة طبيعيه  للشعب. اشترى الغرب ودفع ثمنه حتى لا يقلقهم  هذا الورق الأخضر بطلب منهم امور حقيقيه  للشعب  كامل. يعني بدل ما يدفع الغرب  أكتر من حبر على ورق,  يرجعوا  ثلاثه أرباعه  في حساب  بنك لديهم  . ويلعبوا أخضر وأحمر. ويوم ما يقوم الشعب على صاحب الحساب تلقى ان كل بنوك الخارج  ضربوها شرفيه كأنهم مش عارفين ان هذه أموال شعوب كاملة!  والمصيبة انها تتبخر من ايدي الي لهفها وايادي أولاده وايادي الشعب و تبقى في  بنوك بره.

يعني بالعربي الفصيح يكونوا أخذوا النفط بخصم 75% مهما كان سعره. 

طبعاً أنا بحيّ ذكائهم. احنا الساقطين  الي بنسمح انو هيك اشي يصير. ويا ريت بنسمح, كل واحد فينا بتمنى  يكون محل البيك.

مش عارفين نعيش مع بعض. مش عارفين نعيش, ما عنا اخلاق.

 

 

لتقراء المزيد يرجى الضغط على الروابط  أعلى يمين الشاشه

One thought on “لعبه النفظ

  1. jawad abbas mohammad

    السلام عليكم
    ياريت تصرف اكثر انتاج النفط للمواطنيين بدلا من خلفاء الفجور لغرض ابعاد المسلمين عن داعش وعائش ونخلص انفسنا والعالم من الارهاب الاسلامي
    ودمتم

    Reply

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *