لسنا قادرين على التعلم من الخسارة. لليوم نقول حق المقاومة. أي حق هذا الذي يدمر بلد .
قبل ما نقول إنه نحنا بنقاوم وممكن نطلق صاروخ مشان يدمر مغسلة في بلد المحتل، خلينا ندرس إيش هو رد فعل تدمير المغسلة. هل يعني كسر المغسله إن يموت ابرياء وأطفال بنار العدو ؟ أو يعتقل شباب ليس لهم دخل بالمغسلة ينهانو ويتبهدلوا وينظلموا وينحبسوا بسبب واحد فاتيها إنه هو يقاوم و يقوم بصنع صاروخ يدمر مغسلة و بفكر حاله بطل.
المقاومه الحقيقيه هي المقاومه الي اغلب الشعب واقف ورائها . و اهدافها لا تعلى على مصلحه الشعب. مش المقاومه التي تقبل ان تضحي بأغلبيه الشعب بسبب افكار و شعارات ليس لها اي معنى حقيقي. ما الذي تعنيه الحريه في ظل شعب ميت و ارض خربانه؟
نحن شعوب لا نعرف معنى المقاومه الى النهايه في حرب. لكن نعرف نقول اننا نقاوم للنهايه سنين بعد خسارتنا للحرب . نحاول تطبيق منطق المقاومه الذي بستعمل داخل الحرب خارجه.
مظبوط في حق مقاومه. بس الي احنا مش فاهمينه بدون ما الشعب الي بتقاوم بأسمه يكون اغلبه وراء المقاومه, لا يوجد فرصه حقيقيه لأي مجموعه مسلحه لتحقيق نتائج عسكريه حقيقيه ضد قوة عسكريه ضخمه. و في غياب الفرصه لتحقيق نتائج عسكريه للمقاومه يجب على المقاومه ان تتخذ طرق اخرى , طويله الامد , مثل العصيان المدني و ما شابه.
تجالس أناس مرتاحين خارج الصراع. نايمين براحتهم. ماكلين براحتهم. مش خايفين على حالهم او اولادهم او نساءهم. أشخاص ليس لهم استعداد لمساعده الذين يتكلم بأسمهم. أول وآخر همه بالدنيا راحته. يجلس و يطالع الاخبار على التلفزيون ويقول لو اسرائيلي او امريكي راح عن كل 100 فلسطيني او عراقي هذه تعتبر مقاومة. طبعاً شرط إنه 100 فلسطيني او عراقي الذين مكتوب عليهم الموت ما يكونوا اولاده.
نفس الشخص لو انقطعت الكهرباء نصف ساعة , أوه , بيقوم و ما بيقعد.
مش عارفين نتعلم من الخسارة، دايماً أنا غير، ليش إنتي غير. أنا عربية فأذا أوخذت حقوقي أنا غير كل الناس اللي في الدنيا التي انتهكت حقوقهم. لا انت مش غير , يعني فكرك انت غير عن الأفارقة في جنوب أفريقيا , اللي عاشوا تحت الحكم العنصري. انتِ فكرك انت غير عن الهنود اللي عاشوا تحت الاستعمار البريطاني كم مئة سنة. ليش الأفارقة والهنود أغبى منك، ولا حقوقهم أقل منك.
في الهند وجنوب أفريقيا تعلموا كيف ينتصروا ضد قوه عسكريه فائقه بدون عنف، تعلموا جيل بعد جيل كيف يخلصوا حالهم. إلا إحنا لا زلنا نقاوم بنفس الطريقة اللي بدأنا فيها قبل 60 سنة. لم نتعلم شيئ خلال 60 سنة.
لأننا عندنا عقده اسمها أنا غير. لا يا عمي انت مش غير والذي مش فاهم إنه مش غير سوف يموت، والمصيبة أنهم فاكرين لأننا مسلمين والله حامينا ومش رايح يدثرنا أمة مع الريح، مع إنه في نفس القرآن في أمثلة عديدة لأمم اندثرت.
في أمم انتهت، فكرك ما كانوا مفكرين حالهم إنهم غير ولا ما كان عندهم دين يقول لهم إنتم أحسن ناس وإنتم غير. لا يا حبيبي ما في حدا غير. في الذي يفهم القصة و يعيش وفي الذي لا يفهمها و يموت.
انظر كم امه ما فهمت الموضوع آخر مئتى سنة واندثروا، يعني انتهوا، يعني تفنشوا ، الهنود الحمر، هنود أمريكا اللاتينية، سكان أستراليا الأصليين، سكان الأمازون، سكان , سكان، سكان . كله كان عنده معتقدات و كان بفكره إنه غير. كله تفنش.
وفي الجهة الثانية من العالم في ناس تدمروا في الحرب وكانوا مفكرين حالهم غير. بس بعد ما خسروا قرروا تعديل فكرتهم إنهم مش غير وإن معتقداتهم تحتاج تعديل وغيروا بحالهم ونهضوا من جديد. ألمانيا، اليابان، كوريا، فيتام. فهموا. ولا فكرك إنه الإنسان الياباني أغبى أو أقل عند أو أقل تمسك بعقيدته أو أقل تضحية أو أقل رجولة أو أقل شجاعة أو أقل إيمان بالعادات والتقاليد من الإنسان العربي.
بس لما التعن دينه الأول بأول قنبلة نووية رموها عليه وبعد بثلاث أيام القنبلة الثانية والتهديد إنه كل أسبوع قنبلتين ، وقف و قال كل الذي أوصلني لهون غلط، معتقداتي، عاداتي، طريقة تفكيري بدها إعادة زبط أو ريستارت. لازم أفهم مش بس كيف خسرت وكمان ليش خسرت والأفكار اللي كانت سبب خسارتي، قد ما تكون مهمة إلي، لازم أغير فيها مشان ما يصير في هيك مرة ثانية.
إلا نحن، لا زلنا نتمسك بهذه الأفكار، قد ما خسرنا . لسة ماسكين بالعنجهية نفسها و الكبرياء نفسه و بلافكار نفسها, وبالعادات والتقاليد نفسها اللي عم بتودينا بداهية. بالدين اللي كل واحد بيفسره بطريقته , بفكرة المؤامرة. بكل شيئ أوصّلنا لهون ، الشطارة، الفساد, الواسطة، الجبن، الخيانة، السرقة…. و نلون هذا كله بالشرف والكبرياء والتقوى والشجاعة والدين والله والإسلام و و و
مش عارفين نوقف، نعترف بخسارتنا ونتعلم منها ونغير بحالنا. مش عارفين. شكلنا على طريق الهنود الحمر.