لم نصل لما نحن فيه من قليل. نحن ناس لا نعرف أن نحترم الأخريين. كيف ؟ انظر حولك وانت تمشي بالشارع كل يوم.
صاحب المحل/البيت/الدكان يننظف محاله , والله النظافة من الايمان, بس بعدين شو بسوي؟ يرمي زبالته على الشارع, لان الناس الذين بمشون في الشارع ليسو بشر يستاهلوا الاحترام.
انظر لذوات الشأن في مجتمعنا . نقول يا اخي هؤلاء ربما احسن من عامه الشعب . ربما تعلموا , حسنوا اخلاقهم.
اليس المفروض من المجتمع ان يكافئ الناس التي تخدمه. انظر كيف تسري حياتهم, كل ما كان شانك اعلى كل ما رفعت سورك, سور الفيلا أو سورك الشخصي. يعني بالعربي , لا اريد ان أكون جزء من هذا المجتمع, اريد ان ابني حائط بيني وبينهم وارمي زبالتي من فوقه على الشارع ويصير الي يصير, ومش رايح يصير شيء لأن اذا في واحد اعترض بلاقي عشرة في الشارع يوقفوا بوجه اعتراضه, لعلا وعسى الباشا الي عايش في القصر يشوف انهم واقفين جنبه ويرميلهم كم عظمة.
او وكيل الشيخ شغلتوا يطعم هاذا وهاذاك و يخلي عامه الشعب ترضى بزباله الشيخ في الشارع . هذا النظام كان معمول في وقت الاقطاع قبل 500 سنة مش في القرن الواحد والعشرين.
مظبوط انو اكثريتنا حاسين انو لسه عايشيين في وقت الاقطاع العثماني بين السلطان و الباشا ووكيله, بس يعني اختلفت شوية, صار في تقسيمات ثانية على نفس النمط.
عشائرية: انا و أخي على ابن عمي و أنا و ابن عمي على الغريب. المنطق يقول اننا من عائله واحدة لذا يجب الوقوف مع بعضنا وكبيرنا شيخنا . نعامل بعض كأننا عايشين في مزرعة, تحت رعايته, تخت عطفه. وباقي الناس التي لا تنتمي لعشيرتي تكون خارج حائطي, ارمي عليهم زبالتي كما اشاء .و بدون اي تحكيم للعقل , نركز على وقفتنا مع بعض, مش مع الصح.
طائفية: غطاء ديني في مجتمعنا يعطيك قوة أكبر. أنت مع الصح ولو كل شي بتعملو غلط في غلط وأول شي رح تدق فيه هو طائفة أخرى من دينك, لأنو ربك لابس قميص ابيض وبنطلون ازرق, وربهم لابس بنطلون أبيض مع قميص ازرق و خوذ.
أيه دين يبيح قتل الالاف بدون تميز لأختلاف رأي قبل 1400 سنة, أي دين هذا ؟ أين رجال الدين العقلاء .
تقسيمات عرقية.
هذا كردي وهذا فلسطيني, وهذا أردني وهذا شركسي و هذا أرمني وهذا علوي وهذا تكريتي وهذا لبناني وهذا سوري وهذا عراقي وهذا شمالي و هذا جنوبي و هذا من الشرق و هذا من الغرب وهذا… وخد تقسيمات. والكل حلال له ذبح الكل, لماذا؟ لأنه ليس من منطقته. داخلين على العمياني, كل واحد مع جماعته لا يدري لماذا يقتل او يقتل . مبداء الموت مع الجماعه رحمه.
تقسيمات سياسية . يعني حزب البعث وحزب الاخوان, والحزب الوطني وهو كل واحد شعارات فارغه . ونفس العملية التي تحصل في العشائرية والطائفية والعرقية, أول اختلاف مع وجهه نظر حزب أخر تلقى الدم يسير .
كأن كل واحد فينا يكون شخصيته و يبني حياته على اختلافه مع الاخرين لا حبه لهم.
في أزمة أخلاق نلخصها بعدم وجود احترام بين الناس الذين يتعايشون مع بعض في نفس المجتمع. لم تصلنا الفكره ان احترام الشخص نابع من احترامه للآخرين حوله , واذا جميعنا , كما يحصل هذه الايام لا نحترم بعضنا, من سيحترمنا؟ وكيف سنكون محترمين؟
عندما تصبح حياتك رخيصة في عيني و انت ابن بلدي و تصبح حياتي رخيصة في عينك, تصبح حياتنا ببلاش في عين الغير. ندمر حياه بعض بسبب عدم قدرتنا أحترم بعض عندما كانت عندنا الفرصة. أزمة أخلاق!
الأخلاق تبداء في البيت. و انظر ما يحصل في البيوت , كما يحصل في المجتمع. رأس العيلة عاملي باشا و عايش في قصر عاجي و طبعا الدنيا قاعده تفلت و من بين ايديه شويه شويه, و هات تفكك اسري . طبعاً إذا فكرتوا فيها, نسبة الطلاق عندنا حوالي 30%.
يعني كل 3 جيزات رايحة وحده منهم تنتهي بطلاق خلال أول سنة. ليش؟ لأنهم عارفين يحترموا بعض؟ ولا لأنهم عارفين يتفاهموا مع بعض؟ كل واحد داخل على الجيزة بمعتقدات مش رايح يقدر يطبقها, ولما ما بيقدر أو بتقدر , خلص كل واحد بروح في طريقه. واذا كان في كم ولد في النص , الله برعاهم.
يعني تأسيس الجيل غلط من أوله. مين رايح يحترم الأخ ؟ ابوه الذي تركه ه و لا امه التي مو طايقته؟ واذا ما تعلم الاحترام في البيت, مين رايح يعلمه اياه؟ و بأي ثمن؟
لا نعرف ان نلزم حدودنا, لا تواضع عندنا. الواحد الذي معه كم قرش بيفكر انه احسن او افهم من عام الناس, الي بيأخد منصب فرعون, ولا الي بتتزوج جوازه عليها القيمة , الملكة نازلي, الي بيزبط وحدة بصير دون جوان. لا يوجد بمفردتنا الحديثه مبدأ التواضع أو الرضى, ولا تخلطها بين مبدأ المدعوس على راسه , هذاك لازم يرضى غصب عنه ولازم يطاطي راسه غصب عنه.
هذا اشي داخلي فينا. بدي أعيش الأن ومش فارق معي على مين أدعس, ما كلهم رايحين يدعسوا علي إذا كانوا محلي.
بدي يكون معي مصاري, بدي أحلى وحدة, بدي أكل أحسن أكلة, بدي أركب أحسن سيارة, بدي أعيش بأحسن بيت, بدي أسافر أحلى سفرة, بدي أسهر أحلى سهرة, بدي, بدي, بدي, مش مهم كيف, مش مهم على مين أدعس, مش مهم مين رح أذي, مش مهم أي شيء, المهم أنو أنا, أنا وأنا وأنا.
طيب يا أنا مش أنت عايش بين الناس, ولما كلنا نفكر أنا أنا أنا بنفس الطريقة, كيف رايح يمشي المجتمع, مش رايحين نصير نبيع بعض مشان “أنا” ونبيع بعض بأرخص الثمن.